من أوسلو إلى هلسنكي.. ومن كوبنهاغن إلى العاصمة الآيسلندية (ريكافيك)، ومنها إلى العاصمة السويدية (ستوكهولم).. ملمح مهم لن يغيب عن فطنة الزائر: معظم سكان الدول الاسكندنافية القريبة من القطب الشمالي المتجمد لا يرتدون الكمامة! ومن يشاهد شخصاً يغطي وجهه بقناع، سيكتشف أنه سائح أجنبي، وليس مواطناً اسكندنافياً. وأشارت نتيجة استطلاع، أجرته مؤسسة يوغوف المتخصصة في قياس الرأي العام، إلى أن ما يراوح بين 5% و10% فقط من الاسكندنافيين قالوا إنهم يرتدون الكمامات. وفي المقابل، فإن ما بين 70% و80% من سكان 20 بلداً شملهم الاستطلاع أكدوا أنهم يرتدون الكمامة لحماية أنفسهم. ومن المفارقات أن الدول الاسكندنافية أعرضت عن تدابير الإغلاق، والإجراءات التحوطية التي اتبعتها بقية دول العالم. وعلى رغم ذلك فإن تلك البلدان الشمالية الباردة تفادت ارتفاع الإصابات بفايروس كورونا الجديد، بالدرجة التي تشهدها دول أوروبية مجاورة لها. وسئل كبير مستشاري الأوبئة لدى الحكومة السويدية أندرس تيغنل عما إذا كان من المحتمل أن يغير رأيه، فيوصي بارتداء الكمامة؛ فرد بالقول: «لا أزال بانتظار دليل على أنها مجدية»! وأثارت تصريحات تيغنل جدلاً وانتقادات على نطاق عالمي واسع، باعتباره أكبر مستشاري الحكومة السويدية في شأن الحد من الأوبئة. ولكن هل هو وحده في إسكندنافيا؟ الإجابة: لا. فقد قال مدير هيئة الصحة الدنماركية سورن بروستورم (الثلاثاء) لإذاعة محلية: غطاء الوجه لا معنى له في الوضع الراهن، لأنه لدينا مستوى متدن جداً من الإصابات بفايروس كورونا الجديد. وينطبق ذلك على بقية الدول الإسكندنافية الأخرى التي تعتبر ارتداء الكمامة غير ضروري في ظل التفشي الضئيل لكوفيد 19 في تلك الرقعة من العالم.